إذا كنت ممن اعتادوا على التدخين بجوار أطفالك يجب عليك الاقلاع عن تلك العادة السيئة، لأن استنشاق دخان السجائر يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال، وذلك طبقا لدراسة أجراها باحثون بمركز طب الأطفال فى المستشفى الجامعى بمدينة هايدلبيرج جنوب غربى ألمانيا، ونشرت فى مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض القلب الشهر الجارى.
وتعتبر الدراسة الأولى من نوعها التى تربط بين استنشاق النيكوتين وارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال
قام الباحثون بإجراء فحوصات طبية ميدانية، بالإضافة إلى قياس ضغط الدم لحوالى 4000 طفل من الجنسين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة، حوالى 33 % منهم أباؤهم مدخنون وحوالى 20 % أمهاتهم مدخنات وحوالى 12% كلا الوالدين يدخن.
وأكدت الدراسة، أن الأطفال الذين يستنشقون دخان التبغ المنبعث من أحد أو كلا والديهم يرتفع لديهم خطر الإصابة بضغط الدم، خاصة قياسات الضغط الانقباضى بنسبة حوالى 21 % , مقارنة باقرانهم الناشئين فى بيئة غير مدخنة
كما أكدت النتائج أن تدخين الأمهات أكثر خطورة من تدخين الآباء على الأطفال، حيث تزداد معدلات الإصابة بضغط الدم لدى الأطفال بشكل ملحوظ إذا كانت الأم هى المدخنة، وأرجع الباحثون ذلك لارتباط الطفل خلال سنوات عمره الأولى بالأم بدرجة أكبر وتواجد الأم بصفة دائمة أكثر من الأب الذى يمكث فترات أطول خارج المنزل.
وقد أكد الباحثون أن التدخين السلبى يمثل عامل خطورة ويعزز احتمالات إصابة الأطفال بارتفاع ضغط الدم لا سيما الأطفال ذوى الأوزان الزائدة والمولودين مبكرا بحجم أقل من الوزن الطبيعى أو إصابة الأبوين أو كلاهما بارتفاع ضغط الدم.
وحذرت الدراسة من ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال نتيجة التدخين السلبى يمكن أن يعرضهم مستقبلا للمزيد من أمراض القلب والشرايين والسكتات الدماغية
لذلك طالب الباحثون بضرورة توفير بيئة خالية من التدخين خاصة داخل المنازل والأماكن المغلقة، ليس فقط للوقاية من أمراض القلب لدى البالغين وإنما للوقاية من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب المحتملة لدى الأطفال.
وحول آلية تسبب التدخين السلبى فى ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال يرى الباحثون أن استنشاق الأطفال لدخان التبغ المنبعث حولهم يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين، بالإضافة إلى أن استنشاق النيكوتين لمدة طويلة يؤدى بدوره إلى حدوث تغيرات فى نسبة الدهون بالدم وزيادة غلظة الجدران الداخلية للأوعية الدموية مما يعيق مرور الدم بشكل منتظم.
اليد الثالثة للتدخين
وهناك دراسة أخرى نشرت خلال الشهر الجارى فى مجلة علوم البيئة والتكنولوجيا، أكدت أن بقايا الدخان غير المرئية والمتراكمة على الملابس والسجاد والمفروشات وغيرها من الأسطح المتاحة فى بيئة المدخن والتى أطلق عليها الباحثون اسم "اليد الثالثة للتدخين Thirdhand smoke " تكون أكثر خطورة على الصحة مما كان يعتقد سابقا، الأمر الذى يشكل أبعادا خطيرة للتدخين السلبى.
وأشارت الدراسة إلى أن نيكوتين دخان السجائر يتفاعل مع الأوزون الموجود فى هواء الغرفة والمواد المختلفة الموجودة فى البيئة المحيطة بالمدخن مثل الخشب والقطن والورق وغيرها ويؤدى ذلك إلى تكون مواد سامة اكثر خطورة من النيكوتين ذاته، هذه المواد تلوث أسطح المفروشات والملابس والسجاد وغيرها من الأسطح الموجودة فى بيئة المدخن خاصة فى الأماكن المغلقة.
وأشار الباحثون إلى تزايد فرص تعرض الأطفال أثناء حبوهم على الأرض وكذلك الأفراد الذين يحرصون على القيلولة فى غرفة المعيشة والتى تشهد أكبر نسبة من عمليات التدخين داخل المنزل كما أكد الباحثون أن تناول الطعام من يد ملوثة بآثار الدخان ربما يتسبب فى العديد من المشكلات الصحية.